للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولا أتكلف ما لا يعنيني (١).

وحكي أن بعض الحكماء رأى رجلا يكثر الكلام ويقل السكوت، فقال: إن الله تعالى إنما خلق لك أذنين ولسانا واحدا ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به (٢).

والكثير الآن تجاوز هذا الضعف، يهذر بما يعلم وما لا يعلم، لا يتحدث في علم إلا له فيه قول ... ولا يمر اسم فلان من الناس إلا لمزه وغمزه.

وقد حذر الجنيد من ذلك بقوله: أقل ما في الكلام سقوط هيبة الرب جل جلاله من القلب، والقلب إذا عرى من الهيبة عرى من الإيمان (٣).

ولكي يسلم المتحدث من الزلل في حديثه والنقص في مقاله فإن عليه أن يراعي شروطا أربعة:

الشرط الأول: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه، إما في اجتلاب نفع، أو دفع ضرر.

الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته.

الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته.


(١) الإحياء (٣/ ١٢١).
(٢) أدب الدنيا والدين: (٢٦٨).
(٣) السير: (١٤/ ٦٨).

<<  <   >  >>