للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بالك إذا كانت أعواما وشهور! ! .

صحب بعضهم الربيع بن خثيم عشرين عامًا .. فقال: ما سمعت منه كلمة تعاب (١).

استر العي ما استطعت بصمت ... إن في الصمت راحة للصموت

واجعل الصمت إن عييت جوابا ... رب قول جوابه في السكوت (٢)

وحتى في السكوت ربما يلحقك مذمة، ويتبعك ملامة ولكن عليك أخي الحبيب بقول أبي الدرداء: أدركت الناس ورقًا ولا شوك فيه، فأصبحوا شوكًا لا ورق فيه، إن نقدتهم نقدوك، وإن تركتهم لا يتركوك، قالوا: فكيف نصنع؟ قال: تقرضهم من عرضك ليوم فقرك (٣).

فأقرض يا أخي من عرضك ليوم فقرك. واعلم أنها حسنات تجمع لك تراها يوم القيامة مثل الجبال، يسرك مقدمها في ذلك اليوم العصيب.

قال: رباح القيس: قال لي عتبة (الغلام) يا رباح: إن كنت كلما دعتني نفسي إلى الكلام تكلمت، فبئس الناظر لها أنا يا رباح .. إن لي موقفًا تغتبط فيه بطول الصمت عن الفضول (٤).

وهو موقف يوم يشيب فيه الولدان .. حساب ومنصرفان.


(١) السير (٤/ ٢٥٩).
(٢) كتاب الصمت: (٣٠٠).
(٣) صفة الصفوة (١/ ٦٣٨) حلية الأولياء: (١/ ٢١٨).
(٤) صفة الصفوة: (٣/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>