للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إما إلى الجنة أو إلى النار ولهذا الموقف قال أبو حازم: انظر الذي تحب أن يكون معك في الآخرة، فقدمه اليوم، وانظر الذي تكره، أن يكون معك ثم، فاتركه اليوم (١).

أخي: يكفي من طول بعض المجالس قليل من الوقت .. فإن طال المجلس .. انتهى حديث السلام والسؤال، وبدأت آفات اللسان. فاحفظ أمرك وحاسب نفسك.

لقاء الناس ليس يفيد شيئا ... سوى الهذيان من قيل وقال

فأقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو إصلاح حال (٢)

قال ابن الحسن بن بشار: منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن اعتذر منها.

لهم باع في الحديث وفي تسيد المجالس لو أرادوا ولكنهم عفوا وحفظوا ألسنتهم يخافون يوما يرجعون فيه إلى الله.

قال عمر بن عبد العزيز: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة (٣).

والإنسان لا يخلو من محادثة الكثير ممن تتفاوت عقولهم وتختلف مداركهم، وتتلون طباعهم ووجه وهب بن منبه لهذا الأمر بقوله: دع المراء والجدل، فإنه لن يعجز أحد رجلين، رجل هو أعلم منك، فكيف تعادي وتجادل من أعلم منك؟


(١) شرح الصدور: (٢١).
(٢) وفيات الأعيان: (٤/ ٢٨٣).
(٣) كتاب الصمت (٨٨).

<<  <   >  >>