للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عليه وقال له: كلامك هذا ترجو فيه؟ قال: لا، قال فتأمن عليه؟ قال: لا، قال: فما تصنع بشيء لا ترجو فيه ولا تأمن عليه (١).

تعاهد لسانك إن اللسان ... سريع إلى المرء في قتله

وهذا اللسان بريد الفؤاد ... يدل الرجال على عقله

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: أنصف أذنيك من وفيك، فإنما جعل للإنسان أذنان، وفم واحد، لتسمع أكثر مما تقول.

فإلزم الصمت، فإنه يكسبك صنوف المحبة، ويؤمنك سوء المغبة ويلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤنة الاعتذار (٢).

قال رجل من بني تيم: جالست الربيع بن خثيم، عشر سنوات فما سمعته يسأل عن شيء من أمور الدنيا إلا مرتين، قال مرة: والدتك حية؟ وقال مرة: كم لكم مسجدًا (٣)؟

وواقعنا اليوم مثل رجل قال لسلمان الفارسي: أوصني قال: لا تتكلم، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو أسكت (٤).

وهذه النصيحة تصلح لكل زمان ولزماننا خاصة ولكن يبقى فقط أن نطبقها في واقع حياتنا وفي مجالسنا، ومكالمتنا الهاتفية.

عن عبد الله بن مسعود قال: والله الذي لا إله إلا هو ما على


(١) حلية الأولياء (٨/ ١٦).
(٢) أدب الدنيا والدين: ٢٦٥.
(٣) حلية الأولياء: (٢/ ١١٠).
(٤) جامع العلوم والحكم (١٦٢).

<<  <   >  >>