للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٧ - ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر، وقصده غير ما أظهر (١).

أخي الكريم:

هذه بواعث للنفوس الضعيفة والقلوب المريضة وإلا فالمؤمن لا يترك لنفسه هواها بل يراعي في ذلك حدود الله وما نهى عنه.

ذكر عن إبراهيم بن أدهم رحمه الله أنه أضاف أناسا فلما قعدوا على الطعام، جعلوا يتناولون رجلا، قال إبراهيم: إن الذين كانوا قلنا، كانوا يأكلون الخبز قبل اللحم، وأنتم بدأتم باللحم قبل الخبز (٢).

وفي ذلك إشارة إلى أنهم يأكلون لحم أخيهم المسلم .. وانظر إلى أثر ذلك في دين الرجل.

قال الحسن: والله للغيبة أسرع في دين المؤمن من الآكلة في جسده (٣).

وقال سفيان بن عيينة: الغيبة أشد من الدين، الدين يقضى والغيبة لا تقضي (٤).

ولكي لا يكون عليك دين لا يقضى إلا يوم القيامة .. ليكن حظ المؤمن منك ثلاثًا إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا


(١) الفتاوى باختصار يسير (٢٨/ ٢٣٧).
(٢) تنبيه الغافلين: (١٧٧).
(٣) كتاب الصمت (١٢٩) الإحياء (٣/ ١٥٢).
(٤) حلية الأولياء (٧/ ٢٧٥).

<<  <   >  >>