للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تغمه وإن لم تمدحه فلا تذمه (١).

قال سفيان بن الحصين: كنت جالسا عند إياس بن معاوية فمر رجل، فنلت منه، فقال: اسكت، ثم قال لي سفيان: هل غزوت الروم؟ قلت: لا، قال: غزوت الترك؟ قلت: لا، قال: سلم منك الروم وسلم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم، قال: فما عدت إلى ذلك بعد (٢).

ولعلنا نكون مثله فيسلم المسلمون منا ونسلم منهم وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية

إن بعض الناس لا تراه إلا منتقدا داء ينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.

أخي الحبيب: هل تقبل أن تكون كذلك؟ أم تقبل أن تكون مستمعًا لما حرم الله من الغيبة؟ وأنت تعلم أن المغتاب لو لم يجد أذنًا صاغية لما اغتاب واسترسل في الحديث .. فأنت باستماعك تكون مشجعا وعونا له على المعصية فلا تكن شريكًا في الإثم.

قال الإمام الشافعي: قبول السعاية أضر من السعاية، لأن السعاية دلالة، والقبول إجازة، وليس من دل على شيء كمن قبل


(١) صفة الصفوة (٤/ ٩١).
(٢) تنبيه الغافلين (١/ ١٧٨).

<<  <   >  >>