للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وملوك الجنان والنجاة من النيران، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس، أنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم فإذا لم يسلم خلقهم فالمخلوق أجدر أن لا يسلم (١).

وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله: يوم حار، ويوم بارد، ولقد رؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسئل عن حاله، فقال أنا موقوف على كلمة قلتها، قلت: ما أحوج الناس إلى غيث، فقيل لي: وما يدريك؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي (٢).

قال محمد بن سيرين: يحدث رجلاً: ما رأيت الرجل الأسود ثم قال: استغفر الله، ما أراني إلا اغتبت الرجل (٣).

والإمام البخاري صاحب الكتاب المعروف الذي جاب الآفاق يجمع حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبن باغتياب أحد (٤).

وعقب على هذا الأمر أبو عبد الله الحافظ بقوله: يشهد لهذه المقالة كلامه في الجرح والتعديل فإن أبلغ ما يقول في الرجل المتروك أو الساقط: فيه نظر، سكتوا عنه ولا يكاد يقول فلان كذاب، وفلان يضع الحديث وهذا من شدة ورعه (٥).


(١) أمراض النفوس (٥٩).
(٢) الجواب الكافي (١٧٣).
(٣) صفة الصفوة (٣/ ٢٤٢).
(٤) طبقات الشافعية (٢/ ٢٢٣).
(٥) طبقات الشافعية: (٢/ ٢٢٤) السير (١٢/ ٤٣٩).

<<  <   >  >>