للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟

رأى عمر بن عتبة مولاه مع رجل وهو يقع في آخر: فقال له: ويلك نزه سمعك عن استماع الخنا، كما تنزه نفسك عن القول به، فالمستمع شريك القائل، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فافرغه في وعائك، ولو رددت كلمة سفيه في فيه لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها (١).

تزود من الدنيا فإنك ميت وإنك مسئول فما أنت قائله (٢).

ووالله إن الزاد هو زاد الآخرة .. فبماذا تزودنا وكيف تجهزنا؟

عن أبي ذر قال: مالي وللناس وقد تركت لهم بيضاءهم وصفراءهم (٣).

لقد ترك الناس وسلم منه المسلمون .. ترك أعراضهم فلم يتناولها وهجر ذهبهم وفضتهم. ماله وللناس رحمه الله استعد لنزل دائم وظل لا يزول، في جنات عرضها السموات والأرض.

قال: أبو عاصم النبيل رحمه الله: ما اغتبت مسلمًا منذ علمت أن الله حرم الغيبة (٤).

أدبت نفسي فما وجدت لها ... من بعد تقوى الإله من أدب

في كل حالاتها وإن قصرت ... أفضل من صمتها عن الكذب


(١) البداية والنهاية: (١٠/ ١٧٩).
(٣) الزهد لأبي عاصم: (٤٢).
(٤) كتاب الصمت (٣٠٠).

<<  <   >  >>