للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفس فإن السكوت من ذهب (١)

إن كان من فضة كلامك يا

والغيبة محرمة بنص كلام الله جل وعلا وعلى لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - فما هذا التجرؤ على محارم الله وحدوده .. ألا نكون وقافين عندها، طائعين لما فيها؟

قال عبد الله بن محمد بن زياد: كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل: يا أبا عبد الله قد اغتبتك، فاجعلني في حل، قال: أنت في حل إن لم تعد، فقلت له: أتجعله في حل يا أبا عبد الله وقد اغتابك؟ قال: ألم ترني اشترطت عليه (٢).

وجاء ابن سيرين أناس فقالوا: إنا نلنا منك فاجعلنا في حل، قال: لا أحل لكم شيئا حرمه الله (٣).

أخي الحبيب:

إذا شئت أن تحيا ودينك سالم ... وحظك موفور وعرضك صين

لسانك لا تذكر به عورة امرئ ... فكلك عورات وللناس ألسن

وعينك إن أبدت إليك معايبا ... لقوم فقل يا عين للناس أعين (٤)

قال طوق بن منبه: دخلت على محمد بن سيرين فقال: كأني أراك شاكيًا؟ قلت: أجل، قال: أذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال: اذهب إلى فلان فإنه أطب منه، ثم قال: استغفر الله أراني قد


(١) كتاب الصمت (٣١٢).
(٢) حلية الأولياء (٩/ ١٧٤).
(٣) السير (٤/ ٦٢٠).
(٤) شذرات الذهب (٣/ ٣٥٠).

<<  <   >  >>