للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عز وجل ورسوله.

ذكر عن وهب المكي أنه قال: لأن أدع الغيبة أحب إلي من أن تكون لي الدنيا وما فيها، منذ خلقت إلى أن تفنى، فأجعلها في سبيل الله تعالى ولإن أغض بصري عما حرم الله تعالى أحب إلي من أن تكون لي الدنيا وما فيها فاجعلها في سبيل الله ثم تلا قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} وتلا قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} (١).

ومع الأسف انتشر في مجالس بعض القوم من جعل الغيبة مصدر رزق له فيسأل عن فلان .. فيتحدث حديثًا بين الجد والهزل تتبعه ضحكات القوم .. ويسترسل في الغيبة ونهش أعراض المسلمين على سبيل الإضحاك .. فلا يبقى لحما لمسلم لم يأكله، ولا يبقى عظما لآخر لم ينهشه .. ويكافأ على ما حرم الله بملئ بطنه أو بملئ كمه .. يستظرف حديثه .. ويستخف دمه .. ليعيث غيبة في أعراض المسلمين.

وكان جزاؤه في ما سبق إسكاته أو إخراجه من المجالس لكي لا يفسدها بمعصية الله جل وعلا، وفي بعض المجالس الآن يسأل عن غيابه ولماذا لم يأت فسبحان الله.

ولربما رأيته في مجلس آخر ينهش أعراض من تعشى معهم مساء البارحة.


(١) تنبيه الغافلين (١٧٩).

<<  <   >  >>