للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويثيب الصادق بأن يوفقه للقيام بمصالح دنياه وآخرته، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق، ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب (١).

لا يكذب المرء إلا في مهانته ... أو مفعلة السوء أو من قلة الأدب

ولقد استرسل بعض الناس في الكذب وعدوه مندحة وذكاء، والكذب هو الكذب لأي سبب كان، قال عبد الله بن عامر: جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتنا وأنا صغير، فذهبت لألعب فقالت أمي: يا عبد الله تعالى حتى أعطيك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وما أردت أن تعطيه" قالت: تمرا، فقال: "أما إنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة" رواه أبو داود.

روي عن أبي عبد الرحمن الخريبي قال: ما كذبت إلا مرة واحدة قال لي أبي قرأت على المعلم؟ قلت: نعم، ولم أكن قرأت (٢).

وسمع طلحة بن أبي مصرف رجلا يعتذر إلى رجل فقال: لا تكثر الاعتذار إلى أخيك أخاف أن يبلغ بك الكذب (٣).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة (٤).


(١) الفوائد: (١٧٨).
(٢) تذكرة الحفاظ: (١/ ٣٣٨).
(٣) حلية الأولياء (٥/ ١٧).
(٤) الإحياء (٣/ ١٤٦).

<<  <   >  >>