للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا مثل عقل المرء للمرء حافظ

لعمرك ما للمرء كالرب حافظ

لسانك لا يلقيك في الغي لفظه ... فإنك مأخوذ بما أنت لافظ (١)

أخي الحبيب: لنرى مدى الوفاء بوعودهم وصدق حديثهم .. لما حضرت عبد الله بن عمرو الوفاة قال: إنه كان خطب إلي ابنتي رجل من قريش، وقد كان مني إليه شبيه الوعد، فو الله لا ألقى الله عز وجل بثلث النفاق، اشهدوا أني قد زوجتها أياه (٢).

أدبت نفسي فما وجدت لها ... من بعد تقوى الله من أدب

في كل حالاتها وإن قصرت ... أفضل من صمتها عن الكذب

وغيبة الناس إن غبتهم ... حرمها ذو الجلال في الكتب

إن كان من فضة كلامك يا ... نفس فإن السكوت من ذهب (٣)

جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له، فأنكبت عليه، فقالت: كيف أنت يا بني؟ فقال الربيع: أرضعتيه؟ قالت: لا، قال: ما عليك لو قلت يا ابن أخي، فصدقت (٤).

وهذا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يقول: ما كذبت كذبة منذ شددت على إزاري (٥).

وحين سئل خالد بن صبيح أيسمى الرجل كاذبا بكذبة


(١) كتاب الصمت (٣٠٥).
(٢) صفة الصفوة (١/ ٦٥٩).
(٣) كتاب الصمت (٣١٢).
(٤) كتاب الصمت (٢٥٥).
(٥) كتاب الصمت (٢٤١).

<<  <   >  >>