للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدة؟ قال: نعم (١).

وكانوا من شدة حرصهم على توخي الصدق يعدون زلات لسانهم فهذا الأحنف بن قيس يقول: ما كذبت منذ أسلمت إلا مرة واحدة، فإن عمر سألني عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن (٢).

لنرى بعضا من خلق الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى:

كان أبو حنيفة قد جعل على نفسه أن لا يحلف بالله في عرض كلامه إلا تصدق بدرهم، فحلف فتصدق به ثم جعل أن يتصدق بدينار، فكان إذا حلف صادقا في عرض الكلام تصدق به، وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها، وكان إذا اكتسى ثوبا جديدا كسى بقدر ثمنه الشيوخ العلماء، وكان إذا وضع بين يديه الطعام أخذ منه فوضعه على الخبز حتى يأخذ منه بقدر ضعف ما كان يأكل، فيضعه على الخبز ثم يعطيه إنسانا فقيرا، فإن كان في الدار من عياله إنسان يحتاج إليه دفعه إليه، وإلا أعطاه مسكينًا (٣).

أخي الحبيب:

هل نعجز أن نستفيد من بعض أفعالهم فنطبقها على أنفسنا شيئا فشيئا فالنفس إذا كان لديها الرغبة في الخير أعانها الله ووفقها فلماذا لا نبادر ونعود النفس على الخير والمعروف.


(١) الإحياء (٣/ ١٤٦).
(٢) كتاب الصمت (٢٥٣).
(٣) تاريخ بغداد (٣/ ٣٥٨).

<<  <   >  >>