للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن أبي بردة بن عبد الله قال كان يقال: إن ربعي بن حراش رضي الله عنه لم يكذب كذبا قط، فأقبل ابناه من خرسان قد تأجلا فجاء العريف إلى الحجاج فقال: أيها الأمير: إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش لم يكذب قط، وقد قدم ابناه من خرسان وهما عاصيان، فقال الحجاج علي به فلما جاء قال: أيها الشيخ، قال: ما تشاء؟ قال: ما فعل ابناك؟ قال: الله المستعان خلفتهما في البيت؟ قال: لا جرم والله لا أسوءك فيهما هما لك (١).

وما شيء إذا فكرت فيه ... بأذهب للمروءة والجمال

من الكذب الذي لا خير فيه ... وأبعد بالبهاء من الرجال (٢)

وقد نقل عن السلف أن في المعاريض مندوحة عن الكذب قال رضي الله عنه: أما في المعاريض ما يكفي الرجل عن الكذب؟

وإنما أرادوا بذلك إذا اضطر الإنسان إلى الكذب فأما إذا لم تكن له حاجة وضرورة فلا يجوز التعريض ولا التصريح جميعا، ولكن التعريض أهون.

وكان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية: قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس ههنا كيلا يكون كذبا.

وكان الشعبي إذا طلب في المنزل وهو يكرهه خط دائرة


(١) كتاب الصمت (٢٢٩).
(٢) أدب الدنيا والدين (٢٥٣).

<<  <   >  >>