للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن قال: إنه قد يشبه الشيء الشيء من وجه دون وجه، فرّق بينهما عند الإطلاق وهذا قول جمهور الناس) (١) .

وبين قول المخالفين في عدم التفريق بين التشبيه والتمثيل وهو: امتناع كون الشيء يشبه غيره من وجه ويخالفه من وجه، بل عندهم كل مختلفين كالسواد والبياض فإنهما لم يشتبها من وجه، وكل مشتبيهن كالأجسام عندهم، يقولون بتماثلها، فإنها متماثلة عندهم من كل وجه لا اختلاف بينها إلا في أمور عارضة لها (٢) .

فالأجسام متماثلة من كل وجه، وأما الأعراض المختلفة والأجناس - كالسواد والبياض - فمختلفة من كل وجه (٣) .

وبين نتيجة هذا القول وأنه: (كل من أثبت ما يستلزم التجسيم في اصطلاحهم فهو مشبه ممثل) (٤) .

وذكر أن القائل بهذا كثير من أهل الكلام من المعتزلة والأشعرية، ومن وافقهم من الصفاتية كالباقلاني (٥) ، وأبي يعلى (٦) ، وأبي المعالي (٧) ،


(١) الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٣/٤٤٤ - ٤٤٥، بيان تلبيس الجهمية١/٤٧٦ - ٤٧٧.
(٢) انظر: الصفدية ١/١٠١ - ١٠٢.
(٣) انظر: الصفدية ٢/١٦.
(٤) الصفدية ١/١٠٢.
(٥) الباقلاني: محمد الطيب بن محمد الباقلاني، أبو بكر، القاضي، متكلم مشهور، صنف في علم الكلام وفي غيره، ووصف بجودة الاستنباط، وسرعة الجواب، ت سنة ٤١٣هـ.
انظر في ترجمته: ترتيب المدارك للقاضي عياض ٧/٤٤، سير أعلام النبلاء للذهبي ١٧/١٩٠، الباقلاني وآراؤه الكلامية لمحمد رمضان ص١٣٢ - ٢٤٥.
(٦) أبو يعلى: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي، ابن الفراء، الإمام العلامة، شيخ الحنابلة في وقته، ولي القضاء، وكان ذا عبادة، وملازمة للتصنيف، ت سنة ٤٥٨هـ.
انظر في ترجمته: تاريخ بغداد للخطيب ٢/٢٥٥، سير أعلام النبلاء للذهبي ١٨/٨٩، منهج القاضي أبي يعلى في أصول الدين للفايز ص٧ - ٢٣.
(٧) أبو المعالي: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، نسبة إلى جوين، أبو المعالي، لقب بإمام الحرمين؛ لأنه جاور مكة والمدينة سنين يدرس فيها ويفتي، أشعري المعتقد، كان يقول بالتأويل ثم تحول إلى القول بالتفويض، ت سنة ٤٧٨هـ.

انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد ٣/٣٥٨، النجوم الزاهرة للأتابكي ٥/١٢١، الإمام الجويني لمحمد الزحيلي، منهج إمام الحرمين في دراسة العقيدة لأحمد بن عبد اللطيف ص١٩ - ٧٤.

<<  <   >  >>