للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول

عقيدة أهل السنة في زيارة القبور وشد الرحل إليها

كانت زيارة القبور في بداية الإسلام مباحة على البراءة الأصلية، فكان الناس يزورون المقابر ويذهبون إليها، حتى جاء النهي من الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن زيارة القبور مطلقاً، وذلك خوفاً على أصحابه في بداية إسلامهم أن تتعلق نفوسهم بأهل القبور، حيث لم يمض على إسلامهم شيء كثير، وقد كان لأهل الجاهلية صولات وجولات في الاستنجاد بأهل القبور، والاستغاثة بهم مما يفضي إلى الشرك أو ذرائعه (١) .

ولما استقر التوحيد في نفوس الصحابة، وامتلأت نوراً، جاء نسخ النهي عن زيارة القبور إلى الإذن والترغيب فيها، كما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: (إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) (٢) .

وبقيت زيارة القبور مشروعة لعموم الأحاديث، ومنها حديث أبي سعيد الخدري (ت - ٧٤هـ) رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة) (٣) .


(١) انظر: الآثار في النهي عن زيارة القبور في المجموع شرح المهذب للنووي ٥/٢٨١، الصارم المنكي لابن عبد الهادي ص٣٢٧ - ٣٣١، وانظر: المجالس الأربعة للرومي ٥٠ - ٥١، وفتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ٣/٢٣٦، المشاهدات المعصومية لمحمد المعصومي ص٧٣.
(٢) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ٢/٦٧٢ كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ربه في زيارة قبر أمه، والنسائي في سننه ٢/٦٥٣ - ٦٥٤، كتاب الجنائز وتمني الموت، باب زيارة القبور، ومالك في الموطأ ٢/٤٨٥ كتاب الضحايات، باب ادخار لحوم الأضاحي.
(٣) الحديث أخرجه أحمد في مسنده ٣/٣٨ من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وصححه محقق المسند (شعيب الأرناؤوط ١٧/٤٢٩) .

<<  <   >  >>