للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - أول من عرف عنه إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة نفياً أو إثباتاً: أهل الكلام المحدث بقسميهم:

النفاة كالجهمية والمعتزلة. والمثبتة الغلاة كالمشبهة من الرافضة وغير الرافضة (١) .

٦ - تضمنت الألفاظ المجملة أنواعاً مختلفة من الإجمال، وليس نوعاً واحداً، فتارة يكون الإجمال بطريق الاشتراك (٢) ، لاختلاف الاصطلاحات، وتارة يكون الإجمال بطريق التواطؤ (٣) ،

مع اختلاف الأنواع، فإذا فسِّر المراد، وفصِّل المتشابه: تبين الحق من الباطل، والمراد من غير المراد (٤) .

٧ - كثير ممن تكلم بهذه الألفاظ المجملة: كان يظن أنه ينصر الإسلام بهذه الطريقة، وأنه بذلك يثبت معرفة الله وتصديق رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فوقعت عندهم أمور كثيرة من الخطأ والضلال.

والبدعة - في هذا - لا تكون حقاً محضاً، ولا باطلاً محضاً، إذ لو كانت حقاً محضاً موافقاً للسنة، لما كانت باطلاً.

ولو كانت باطلاً محضاً، لما خفيت على الناس، ولكنها تشتمل على حق وباطل، وقد لبس صاحبها الحق بالباطل: إما مخطئاً غالطاً، وإما متعمداً لنفاق فيه وإلحاد (٥) .


(١) انظر: منهاج السنة النبوية ٢/٥٢٨.
(٢) الاشتراك: هو كون اللفظ المفرد موضوعاً لمعان مختلفة كلفظ العين فهو يدل على معان كينبوع الماء، والجاسوس، والشمس، والعين الباصرة.
انظر: المبين للآمدي ص٥١، مقاصد الفلاسفة للغزالي ١/١٠، آداب البحث والمناظرة للشنقيطي ١/٢٢، التذهيب على التهذيب للخبيصي ص١٢٣ - ١٢٤.
(٣) التواطؤ: هو اللفظ الذي يدل على أعيان متعددة بمعنى واحد مشترك بينها، كدلالة اسم الإنسان على زيد وعمرو.

انظر: العبارة لأبي نصر الفارابي ص٢٠، المبين للآمدي ص٥٠، معيار العلم للغزالي ص٥٢، ضوابط المعرفة للميداني ص٤٦.
(٤) انظر: تعارض العقل والنقل ١/١٢٠ - ١٢١.
(٥) انظر: درء تعارض العقل والنقل ٢/١٠٤.

<<  <   >  >>