القسم الثاني: إضافة المخلوقات والأعيان: كقوله تعالى: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}[الحج: ٢٦] ، وقوله - تعالى -: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا}[الشمس: ١٣] ، وقال تعالى:{عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}[الإنسان: ٦] .
وهذه الأعيان إذا أضيفت إلى الله - تعالى - فإما أن تضاف بالجهة العامة التي يشترك فيها المخلوق مثل كونها مخلوقة ومملوكة له ومقدرة، ونحو ذلك، فهذه إضافة عامة مشتركة كقوله:{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ}[لقمان: ١١] .
وقد تضاف الأعيان لمعنى يختص بها ليميز به المضاف عن غيره مثل: بيت الله، ناقة الله، عبد الله، روح الله، فمن المعلوم اختصاص ناقة صالح بما تميزت به عن سائر النياق، وكذلك اختصاص الكعبة وهكذا، فإن المخلوقات اشتركت في كونها مخلوقة مملوكة مربوبة لله يجري عليها حكمه وقضاؤه وقدره، وهذه الإضافة لا اختصاص فيها، ولا فضيلة للمضاف على غيره.
وامتاز بعضها بأن الله يحبه ويرضاه ويصطفيه ويقربه إليه، فهذه الإضافة يختص بها بعض المخلوقات كإضافة البيت، والناقة، والروح: مثل قوله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ}[الأنبياء: ٩١] .
القسم الثالث: ما فيه معنى الصفة والفعل مثل قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}[النساء: ١٦٤] .