للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صفات الله وأفعاله الاختيارية بين فرق المسلمين، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن المضاف إلى الله في نصوص الكتاب والسنة أصل عظيم ضل فيه كثير من أهل الأرض من أهل الملل كلهم (١) .

ويستدل نفاة الصفات والأفعال الاختيارية بأدلة عقلية (٢) منها:

الأول: قولهم: (أن القابل للشيء لا يخلو عنه وعن ضده، فلو جاز اتصافه بها لم يخل منها، وما لم يخل من الحوادث فهو حادث) . وهذا الدليل مبني على مقدمتين، وفي كل من المقدمتين نزاع معروف بين طوائف المسلمين.

أما الأولى: وهي أن القابل للشيء لا يخلو منه ومن ضده. فأكثر العقلاء على خلافها حتى المتكلمين أنفسهم لم يذكروا لها حجة عقلية صحيحة (٣) .

وأما المقدمة الثانية: وهي أن ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث، فهذه - أيضاً - قد نازع فيها طوائف من أهل الكلام والفلسفة والفقه والحديث والتصوف وغيرهم، وقالوا: التسلسل الممتنع هو التسلسل في العلل، فأما التسلسل في الآثار المتعاقبة والشروط المتعاقبة فلا دليل على بطلانه، فلا يمكن حدوث شيء من الحوادث إلا على هذا الأصل، ومن لم يجوز ذلك لزمه القول بحدوث الحوادث بلا سبب حادث، وذلك يستلزم ترجيح أحد طرفي الممكن بلا مرجح.


(١) انظر: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٢/١٦١، درء تعارض العقل والنقل ٧/٢٦٣، وانظر: في مسألة المضاف إلى الله: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٦/١٤٤ - ١٤٨، ٩/٢٩٠، ١٧/١٥١ - ١٥٢، شرح العقيدة الأصفهانية ٦٦، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح ٢/١٥٥ - ١٦٤، درء تعارض العقل والنقل ٧/٢٦٣ - ٢٦٨.
(٢) ذكر هذه الأدلة المختصرة الرازي في الأربعين في أصول الدين ١/١٧١ - ١٧٣، ونقلها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع متعددة مثل: درء تعارض العقل والنقل ٢/١٧٧ - ٢١٦، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٦/٢٤٧ - ٢٥٢.
(٣) انظر للتفصيل: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ٢/١٧٨ - ١٨٠.

<<  <   >  >>