للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العكوف على القبور وتصوير الصور فيها (١) ، إذ يرى المناوئون أن تكريم أصحاب القور من صميم التوحيد (٢) .

وذكروا أن الذي أشكل على ابن تيمية رحمه الله هو حديث أبي الهيّاج الأسدي (٣) ، وهو قوله: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) (٤) ، فيقولون: إن هذا لا يدل على وجوب هدم البناء على القبور، وأن استدلال ابن تيمية به على تحريم البناء على القبور ليس بصحيح (٥) .

وحديث أبي الهياج رضي الله عنه قد أجابوا عنه بضعف في السند (٦) .

وبحثوا عن علة النهي عن البناء على القبور، ثم أتوا بعلل واهية، وأجابوا عنها بأجوبة - رأوا أنهم - ردوا فيها على ابن تيمية رحمه الله:

فذكروا أن العلة قد تكون للنهي عن البناء بما مسته النار كالجبس، والطوب الآجر وغيره، فأجابوا بأن هذا خاص ببناء القبر نفسه، لا بما يبنى عليه أو حوله.

وذكروا أن العلة قد تكون لخوف تداعي القبر، وأجابوا بأن الإجراءات إذا اتخذت لتقوية القبر، فإن العلة تزول.

وذكروا أن العلة قد تكون من خوف المباهاة والتفاخر، وأجابوا بأن


(١) انظر: شفاء السقام ص١٣٠ - ١٣١.
(٢) انظر الإفهام والإفحام لمحمد زكي إبراهيم ص١٢٣.
(٣) أبو الهياج الأسدي: حيان بن حصين الكوفي، تابعي ثقة، كان كاتب عمار رضي الله عنه انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر ٣/٦٧.
(٤) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ٢/٦٦٦ كتاب الجنائز، باب الأمر بتسوية القبر، والنسائي في سننه ١/٦٥٣ كتاب الجنائز، باب تسوية القبور إذا رفعت، والترمذي في سننه ٣/٣٥٧ كتاب الجنائز، باب ما جاء في تسوية القبور، والطيالسي في مسنده ص٦٠ من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٥) انظر البراهين الجلية للموسوي ص٥٢، ٥٥.
(٦) انظر المقالات للكوثري ص٢٤٨، الوهابية في الميزان للسبحاني ص٧٧ - ٧٩.

<<  <   >  >>