للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول

عقيدة أهل السنة والجماعة في التوسل

الوسيلة لغة: القربة، والمنزلة والدرجة، وهي فعيلة من توسلت إليه أي تقربت، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: ٣٥] .

وقال سبحانه: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [الإسراء:٥٧] .

وقال عنترة (١) :

إن الرجال لهم إليك وسيلة ... أن يأخذوك تكحلي وتخضبي (٢)

والواسل هو الراغب بالقرب من المتوسل إليه، كما قال لبيد (٣) :

أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم ... بلى كل ذي دين إلى الله واسل (٤)

فالتوسل بمعنى التقرب والتوصل إلى الشيء برغبة (٥) .


(١) عنترة بن شداد بن قراد بن مخزوم العبسي، الفارس المشهور، من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، وصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة توفي سنة ٢٢ قبل الهجرة.

انظر في ترجمته: الشعر والشعراء لابن قتيبة ص٤٢، المؤتلف والمختلف للآمدي ص١٥١.
(٢) ديوان عنترة ص٣٣.
(٣) لبيد بن ربيعة العامري الشاعر صحابي جليل، كان شريفاً في الجاهلية والإسلام، قدم على النبي صلّى الله عليه وسلّم مع وفد قومه وحسن إسلامه توفي سنة ٤١هـ.
انظر: في ترجمته: المؤتلف والمختلف للآمدي ١٧٤، طبقات فحول الشعراء للجمحي ١/١٣٥.
(٤) ديوان لبيد بن ربيعة ص١٣٢.
(٥) انظر: لسان العرب لابن منظور ١١/٧٢٤، ٧٢٥ مادة (وسل) ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي ٤/٦٥ مادة الوسيلة.

<<  <   >  >>