للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم ذكر: (أن المجيب - ولله الحمد - لم يقل قط في مسألة إلا بقول سبقه إليه العلماء) (١) .

وأما التوسل بالرسول صلّى الله عليه وسلّم قبل خلقه فهذا من عجائب المبتدعة التي يقذفون بها على العامة، فيصدقهم من يصدقهم، ويعصم الله أهل السنة فيبعدهم عنها، ويكشف لهم كذبها وزيفها، وهذا من حفظه لهم - سبحانه وتعالى -.

وعمدة القائلين بالتوسل بالرسول صلّى الله عليه وسلّم قبل وجوده على أحاديث، وقصص وحكايات عن الأنبياء السابقين، وأنهم يتوسلون بمحمد صلّى الله عليه وسلّم، وهي كلها كذب، لا يصح منها شيء ألبتة، يقول ابن تيمية رحمه الله:

(وهذه القصص التي يذكر فيها التوسل عن الأنبياء بنبينا ليست في شيء من كتب الحديث المعتمدة، ولا لها إسناد معروف عن أحد من الصحابة، وإنما تذكر مرسلة، كما تذكر الإسرائيليات التي تروى عمن لا يعرف) (٢) .

وأما توسل آدم بنبينا محمد صلّى الله عليه وسلّم قبل خلقه: فهو حديث ضعيف سنداً ومتناً.

أما السند ففيه: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ وهذا مجمع على ضعفه:

قال يحيى بن معين (ت - ٢٣٣هـ) : بنو زيد بن أسلم ليسوا بشيء (٣) .

وقال أبو زرعة (ت - ٢٦٤هـ) : ضعيف الحديث (٤) .

وقال النسائي (ت - ٣٠٣هـ) : ضعيف (٥) .


(١) الرد على الأخنائي ص١٩٥.
(٢) الرد على البكري ص٦٥، وانظر في مناقشة المناوئين في استدلالهم ببعض الأحاديث على التوسل البدعي: البروق النجدية للقصيمي، التوسل الممنوع لعبد الباسط حسين.
(٣) انظر: الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ٤/١٥٨١، ميزان الاعتدال للذهبي ٢/٢٦٤.
(٤) انظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٥/٢٣٤.
(٥) انظر: ميزان الاعتدال للذهبي ٢/٢٦٤.

<<  <   >  >>