للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الصلاة عليه منفرداً: فإن كان لا على سبيل الدوام والاستمرار فهذا جائز على الصحيح.

وأما إن كانت الصلاة عليه بحيث يجعل ذلك شعاراً مقروناً باسمه، مضاهاة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فهذا لا يجوز وهو بدعة، سواء كان المصلى عليه علي (ت - ٤٠هـ) رضي الله عنه أو كان غيره من الصحابة أو القرابة (١) .

ونجد من دعاء ابن تيمية رحمه الله له، أنه يعقب اسمه بقوله: (عليه السلام) مراراً (٢) .

٨ - يدافع عنه ابن تيمية رحمه الله وينصفه من خصومه، ويعتقد أن سبه ولعنه من البغي الذي تستحق به الطائفة التي تلعنه، أو تسبه أن يقال لها: الطائفة الباغية (٣) ثم ذكر حديث أبي سعيد (ت - ٧٤هـ) رضي الله عنه فقال حين ذكر بناء مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كنا نحمل لبنة لبنة، وعمار لبنتين لبنتين، فرآه النبي صلّى الله عليه وسلّم، فجعل ينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار! تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» (٤) .

وفي حديث آخر أن عماراً حين جعل يحفر الخندق جعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح رأسه ويقول: «بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية» (٥) .

قال ابن تيمية رحمه الله: (وهذا أيضاً يدل على صحة إمامة علي، ووجوب


(١) انظر في هذه المسألة: مجموع فتاوى ابن تيمية ٤/٤٢٠، ٤٩٦، الفتاوى الكبرى له ١/٤٧٤.
(٢) انظر: على سبيل المثال: الاستقامة ١/٣٦١، الصفدية ١/٢٩٢، منهاج السنة النبوية ١/١٣٢.
(٣) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية ٤/٤٣٧.
(٤) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ١/٥٤١ كتاب الصلاة، باب التعاون في بناء المساجد.
(٥) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه ٤/٢٢٣٥ - ٢٢٣٦ كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء.

<<  <   >  >>