للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتشترك الشيعة ومن وافقهم على الافتراء على ابن تيمية رحمه الله في موقفه من الصحابة عموماً، وموقفه من الخلفاء الأربعة، وبالذات علي بن أبي طالب (١) رضي الله عنه إذ يرون أنه ما إن يمر بذكره إلا ويلمزه ويذمه، ويتبع بالذم أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، إلى غير ذلك من الدعاوى التي وضعت لها فصلاً مستقلاً لعرضها ونقدها.

رابعاً: الصوفية: كان من أبرز أعداء شيخ الإسلام رحمه الله في عصره، رجل سعى في أنواع المكائد على ابن تيمية رحمه الله لكن غيظه لم يزل يزداد ويتأجج. ذلكم هو نصر المنبجي (ت - ٧١٩هـ) ، وذكر ابن حجر (٢)

رحمه الله مبلغ عداوة ذلك الرجل لابن تيمية رحمه الله وسبب تلك العداوة بقوله: (وكان من أعظم القائمين عليه الشيخ نصر المنبجي؛ لأنه كان بلغ ابن تيمية أنه يتعصب لابن عربي، فكتب إليه كتاباً يعاتبه على ذلك، فما أعجبه، لكونه بالغ في الحط على ابن عربي، وتكفيره، فصار هو يحط على ابن تيمية، ويغري به بيبرس الجاشنكير (٣) ، وكان بيبرس يفرط في محبة نصر، ويعظمه، وقام القاضي زين


(١) علي بن أبي طالب: بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، أبو الحسن، أول الناس إسلاماً، شهد المشاهد كلها إلا غزوة تبوك، أحد أصحاب الشورى الستة، ولي خلافة المسلمين بعد عثمان بن عفان، ت سنة ٤٠هـ.
انظر في ترجمته: الاستيعاب لابن عبد البر ٣/٢٦، الإصابة لابن حجر ٢/٥٠٧.
(٢) ابن حجر: أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني الشافعي، الإمام الحافظ المحدث، شهد له أعيان عصره بالحفظ، من أعظم مؤلفاته: فتح الباري شرح صحيح البخاري، ت سنة ٨٥٢هـ.
انظر في ترجمته: شذرات الذهب لابن العماد ٧/٢٧٠، البدر الطالع للشوكاني ١/٨٧.
ابن عربي: محمد بن علي بن محمد بن أحمد الطائي، كان ذكياً، عالماً، شاعراً، كتب في التصوف والوحدة، ووجد في كتاباته الإلحاد، ت سنة ٦٣٨هـ.

انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير ١٣/١٥٦، شذرات الذهب لابن العماد ٥/١٩٠، الطبقات الكبرى للشعراني ١/١٨٨.
(٣) بيبرس الجاشنكير، ركن الدين، كان من أشد أعداء ابن تيمية، ويحرض عليه العلماء، ويؤذيه، كان يثيره نصر المنبجي لإيذاء ابن تيمية، حاصره قراسنقر المنصوري، وقبض عليه، قتل سنة ٧٠٩هـ.
انظر في ترجمته: البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٥٥، شذرات الذهب لابن العماد ٦/١٨.

<<  <   >  >>