للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شذر مذر، وهتك أستارهم وفضحهم (١) .

وهناك مواقف أخرى بين الصوفية وبين ابن تيمية رحمه الله، وذلك في مناظراته رحمه الله مع طائفة الرفاعية (٢) ، أهل الدجل والحيل والخرافة (٣) .

خامساً: أصحاب العداوات الشخصية: من المتأثرة بالدعاوى الباطلة، أو المقلدة لشيوخهم من غير علم، أو أصحاب العواطف الذين تتقلب نظراتهم وآراؤهم من أي شبهة تعرض لهم، وذلك مثل ابن الزملكاني (ت - ٧٢٧هـ) حيث كان من مؤيدي الشيخ ومناصريه، ثم انقلب عليه، كما في البداية والنهاية، ومثل أبي حيان (٤) ، فقد أثنى على ابن تيمية رحمه الله وقال: ما رأت عيناي مثل هذا الرجل، ومدحه بأبيات منها:

لما أتانا تقي الدين لاح لنا ... داع إلى الله فرد ماله وزر (٥)

على محياه من سيما الأُلى صحبوا ... خير البرية بدر دونه القمر (٦)


(١) انظر البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٤٩ - ٥٠.
(٢) الرفاعية: تنسب إلى الشيخ أحمد الرفاعي (ت ٥٧٨هـ) وهو منهم براء، فرقة من غلاة الصوفية، يزعمون في أشياخهم التصرف في الأكوان، والعروج إلى السماء، وتبديل اللوح المحفوظ، وعلم الغيب، ويستغيثون بهم من دون الله.
انظر: مناظرة ابن تيمية لهم (ضمن مجموع الفتاوى ١١/٤٤٥ - ٤٧٦) ، الرفاعية لعبد الرحمن دمشقية.
(٣) انظر: حكاية المناظرة في مجموع فتاوى ابن تيمية ١١/٤٤٥ - ٤٧٦، العقود الدرية لابن عبد الهادي ص١٩٤، البداية والنهاية لابن كثير ١٤/٣٦.
(٤) أبو حيان: محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي الأندلسي، أبو حيان، من كبار العلماء بالعربية والتفسير والحديث، تنقل في بلاد كثيرة إلى أن أقام بالقاهرة بعد أن كف بصره، ت سنة ٧٤٥هـ.
انظر في ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر ٥/٧٠، شذرات الذهب لابن العماد ٦/١٤٥، بغية الوعاة للسيوطي ١/٢٨٠.
(٥) الوَزَر: المعين والمساعد، انظر: لسان العرب لابن منظور ٥/٢٨٣ مادة (وزر) .
(٦) انظر: الدرر الكامنة لابن حجر ١/١٦٢.

<<  <   >  >>