للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما ادعو عليه - أيضاً - أنه متبع لهواه، يتلاعب بالنصوص، فيأخذ منها ما يوافق بدعته وقوله، ويترك ما لا يوافق بدعته، ولو أمكنه الطعن في الآيات والأحاديث لفعل، وفي هذا يقول عنه الحصني (ت - ٨٢٩هـ) : (فإن هذا شأنه إذا وجد شيئاً لا مساس فيه لما ابتدعه قال به وقبله ولم يطعن، وإذا وجد شيئاً على خلاف بدعته طعن فيه، وإن اتُفق على صحته، ولا يذكر شيئاً على خلاف هواه، وإن اتفق على صحته ... ) (١) .

وقال - أيضاً -: (وهذا شأنه إن وجد شيئاً يوافق هواه، وخبث طويته ذكره ووسع الكلام فيه وزخرفه، وإن وجد شيئاً عليه أهمله أو حمله على محمل يعرف به أهل النقل حمله وتدليسه عند تأمله ... ) (٢) .

ومما ادعوا عليه رحمه الله في منهجه بأنه يأخذ بخبر الواحد في الاعتقاد، وخبر الواحد عندهم لا يبنى عليه شيء من المسائل العقدية، وإنما يؤخذ به في أمور الأحكام (٣) .

ومما ادعوا عليه في منهجه - أيضاً - أنه مسارع في تكفير من خالفه، سواء أقام الدليل على التكفير أم لم يقم عليه دليل، وأن كل من خالفه ولم ينقد إلى رأيه وقوله فمآله إلى التكفير والتشهير والتحقير (٤) .


(١) دفع شبه من شبه وتمرد للحصني ص٧٤.
(٢) دفع شبه من شبه وتمرد للحصني ص١١٣، وانظر: المقالات السنية للحبشي ص٢٠٥ - ٢٠٦.
(٣) انظر: الحقائق الجلية لابن جهبل ص٨٧، رفع الاشتباه للنبهاني ص٢٣٢، شروط الأئمة الستة للكوثري ص١٣.
(٤) انظر: شفاء السقام للسبكي ص١٣٢، براءة الأشعريين لأبي حامد بن مرزوق ص٢٥٤، التوسل بالنبي له ص١٨١، المقالات السنية للحبشي ص١٣٣.

<<  <   >  >>