للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنادى أو إماماً أو ولياً يستطيع أن يقلع عن هذه العادة والعقيدة معاً بين عشية وضحاها؟ وكثير من الشيعة ينادون غير الله في طلب المعونة ولست أدري لماذا نحن معاشر الشيعة نترك الله القادر على كل شيء ونستعين بغيره وهو الذي أمرنا بالاستعانة به? إياك نعبد وإياك نستعين (١) .... ? وهو الذي يخاطب عباده بقوله: ? ادعوني أستجب لكم (٢) .... ? ويقول سبحانه في مكان آخر? ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (٣) .... ? وليس على سبيل الحصر أيضاً فهل يا ترى أن من السهل أن تحمل الشيعة على الإقلاع من السجود على التربة الحسينية التي صنعت في أشكال مختلفة كما أشرنا إليها وهي ترى أن زعماءها الدينيين يسجدون عليها في صلواتهم ومساجدهم مليئة بها؟ وهل يا ترى أن من السهل أن تحمل الشيعة على الإقلاع من تسمية أولادها بالعبودية لغير الله؟ وهذه ظاهرة لا نجدها عند أية فرقة أخرى من الفرق الإسلامية وحتى غير الإسلامية، والشيعة هي الطائفة الوحيدة التي تسلك العبودية لغير الله حتى في تسمية أولادها.

وإذا تصفحنا تاريخ أئمة الشيعة مبتدئاً من الإمام " علي " حتى آخر أئمتهم لم نجد أحداً منهم عبّد ولده لغير الله في التسمية ولست أدري منذ متى بدأت الشيعة تسمي أولادها بهذه التسميات التي تتناقض مع روح الإسلام، فالعبودية لله وليس لغيره والإنسان لا يكون عبداً لإنسان آخر مهما كان شأن ذلك الإنسان عند الله، وأعود مرةً أخرى لأؤكد على الطبقة الداعية للتصحيح وأقول أن تغيير هذا المنحنى الفكري عند الشيعة الإمامية لا يمكن أن يحدث بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى زمان ومثابرة وصبر وتثقيف حتى يدخل في القلوب ولذلك فإن


(١) - الفاتحة ٥
(٢) - غافر ٦٠
(٣) - ق١٦

<<  <   >  >>