للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعنيه)) (١).

وقال أبو داود: ((الإسلام يدور على أربعة أحاديث: هذه الثلاثة، وحديث: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) (٢).

وقيل حديث: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)) (٣).

قال العلماء: وسبب عظم موقعه أنه - صلى الله عليه وسلم - نبّه فيه على إصلاح المطعم، والمشرب، والملبس، وغيرها، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإنه سبب لحماية دينه، وعرضه، وحذّر من مواقعة الشبهات، وأوضح ذلك بضرب المثل: بالحِمَى، ثم بيّن أهمّ الأمور، وهو مراعاة القلب ... فبيّن - صلى الله عليه وسلم - أن بصلاح القلب يصلح باقي الجسد، وبفساده يفسد باقيه.

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحلال بيّن والحرام بيّن)) فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام:

حلال بيّن واضح، لا يخفى حلّه كالخبز، والعسل ...

وأما الحرام البيّن فكالخمر، والخنزير، والكذب ...

وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحلّ، ولا الحرمة؛ فلهذا لا


(١) موطأ الإمام مالك، ٣/ ٩٠٣، كتاب حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق.
(٢) البخاري، كتاب الإيمان، من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، برقم ١٣، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، برقم ٤٥.
(٣) سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، برقم ٤١٠٢، قال النووي: ((رواه ابن ماجه بأسانيد حسنة))، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١١/ ٢٨.

<<  <   >  >>