عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه:((تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍِ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروفٍ، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله عليه فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه)) فبايعناه على ذلك (١).
وبعد أن انتهت المبايعة، وانتهى الموسم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - مع هؤلاء مصعب بن عمير - رضي الله عنه - ليعلّم المسلمين شرائع الإسلام؛ وليقوم بنشر الإسلام، وقد قام بذلك - رضي الله عنه - أتم قيام، وفي موسم الحج في السنة الثالثة عشرة من النبوة حضر لأداء الحج من يثرب ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، وكلهم قد أسلموا.
فلما قدموا مكة واعدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عند العقبة، وجاءهم على موعدهم، ثم تكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قالوا: يا رسول الله، على ما نبايعك؟ فقال: ((تبايعوني على: السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم
(١) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة، ٧/ ٢١٩، برقم ٣٨٩٢، وكتاب الإيمان، باب حدثنا أبو اليمان، ١/ ٦٤، برقم ١٨.