للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قليل وأنا أريد أن أقترض من التجار، فقال الشيخ عز الدين: إذا أحضرت ما عندك وعند حريمك، وأحضر الأمراء ما عندهم من الحلي الحرام وضربته سكة ونقداً، وفرقته في الجيش، ولم يقم بكفايتهم ذلك الوقت اطلب القرض، وأما قبل ذلك فلا. فأحضر السلطان والعسكر ما عندهم من ذلك وامتثلوا أمره فانتصروا بإذن اللَّه - تعالى - (١).

ومن أعظم مواقفه الحكيمة التي تجلت حكمته فيها في دعوته إلى اللَّه - تعالى - موقفه مع سلطان الديار المصرية: أيوب بن الكامل (٢)، فقد دخل سلطان العلماء مرة إلى هذا السلطان في يوم عيد، فشاهد العسكر مصطفين بين يديه، وقد خرج على قومه في زينته، وأخذت الأمراء تُقبِّل الأرض بين يديه، والعز بن عبد السلام يرى هذا الموكب العظيم، فالتفت - رحمه اللَّه - إلى السلطان وناداه: يا أيوب! ما حجتك عند اللَّه إذا قال لك: ألم أُبوِّئ لك ملك مصر ثم تبيح الخمور؟! فقال: هل جرى هذا؟ فقال العز: نعم الخانة الفلانية يباع فيها الخمور، وغيرها من المنكرات، وأنت تتقلب في نعمة هذه المملكة، يناديه كذلك بأعلى صوته والعساكر واقفون.


(١) انظر: طبقات الشافعية، ٥/ ٨٣.
(٢) هو الملك الصالح أيوب، ابن السلطان الملك الكامل محمد بن العادل، ولد سنة ٦٠٣ بالقاهرة، وتوفي في ليلة النصف من شعبان سنة ٦٤٧هـ‍، انظر: سير أعلام النبلاء، ٢٣/ ١٨٧ - ١٩٢.

<<  <   >  >>