ولم يقتصر ابن تيمية على ما سبق، بل له مواقف أخرى تدل على بطولته وحكمته، فقد جاء التتار بجموعهم مرة أخرى بعد أن عبروا الفرات، فجاءوا سنة ٧٠٢هـوهجموا على الديار الشامية، فقام ابن تيمية وحث سلطان مصر على الجهاد ورغب فيه، وحث الناس أيضاً ورغبهم في الجهاد في سبيل اللَّه، ووعدهم بالنصر من اللَّه – - عز وجل - – وكان يحلف باللَّه العظيم: إنكم في هذه الكرة منصورون. فيقول له الأمراء ومن معهم: قل – إن شاء اللَّه – فيقول: - إن شاء اللَّه – تحقيقاً لا تعليقاً. وكان يتأول قوله تعالى:{ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}(١)، وقد كان اللَّه عند حسن ظنه به؛ فإنه كان يحلف لهذه الآية، وثقة باللَّه – تعالى – وأنه لا يخلف وعده، ثم التقى المسلمون بالتتار في يوم السبت الثاني من رمضان سنة ٧٠٢هـفي وقعة)) شقحب ((، فامتد القتال من عصر يوم السبت إلى الساعة الثانية من يوم الأحد، واشترك ابن تيمية في المعركة بلسانه ويديه وسيفه، وبكل ما يملك من قوة وبلاغة في تثبيت الأمراء والجنود وجميع الجيش، وقد كان السلطان يقول لابن تيمية في هذه المعركة: يا خالد بن الوليد! فيقول ابن تيمية: قل يا {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ