أزر المُبَشِّرِينَ أكثر من الحكومة الإنجليزية وهي قد رتبت لهم مرتبات مالية لتصرف على المستشفيات والملاجئ والمدارس. وسبب الاتفاق بين الحكومة الهولندية والمُبَشِّرِينَ وجود (فون بوتزيلر) قنصل المُبَشِّرِينَ والوسيط بينهم وبين الحكومة. أما في آسيا الغربية فأعمال المُبَشِّرِينَ قاصرة على الطب لأن نشر الإنجيل لم يزل محظورًا هناك وَالمُتَنَصِّرونَ عرضه للهلاك في فارس وهدف للأخطار الشديدة في البلاد العثمانية. والمعضلة الإسلامية في أفريقيا أعقد منها في آسيا وكل ما يستطيعه المُبَشِّرُونَ هناك هو منافسة المسلمين في التقرب من الوثنيين والاستيلاء عليهم ليس إلا.
والبلاد التي يدخلها الإنكليز يكون باب التبشير فيها مفتوحًا إلا أن أهمية ذلك تقل إذا علم أن سياسة الإنكليز التي يشكو منها المُبَشِّرُونَ مبنية على المجاملة القصوى إلى حد يضر بالمسيحيين، حتى إن الموظف يضطر للخضوع