ذلك توتر في العقائد الدينية الإسلامية في كل أقاليم فارس وهذه الأمور حملت صاحب التقرير على القول بأن الإسلام ينحط في البلاد الفارسية وقال: إن أعمال التبشير في هذه البلاد توجب مزيد الحيطة والتستر نَظَرًا للأحوال الخاصة التي تمتاز بها فارس وهو يشير على المُبَشِّرِينَ ببذل قصارى الجهد للإقناع واستجلاب القلوب إلا أنه يحذرهم من السب في الإسلام أو ذكر انحطاطه من حيث أصوله الدينية، خصوصًا وأن موقف الفارسيين تجاه المُبَشِّرِينَ هو موقف حسن في الغالب إذ كثيرون منهم يرغبون في تربية أولادهم في مدارس المُبَشِّرِينَ مع علمهم أنهم يتعلمون الإنجيل لكن هذه الرغبة لا تدل على أنهم يودون اعتناق المسيحية بل إن تشوقهم إلى التعليم صادر عن علمهم أنه هو الدواء الناجع لاتقاء الصعاب التي تتخبط فيها فارس الآن فهم لا يرغبون في المسيحية بل جل ما يتوخونه هو اقتباس مبادئ الحضارة العصرية.