لتقول:«لترجع إلى التعليم العربي القديم ونكتفي بتغييره سطحيًا» بل كانت تقول: لنفتح مدرسة الغد وهي الكفيلة بخلاصنا، المؤسسة على حضارة إسلامية عصرية.
والآن قد وصلنا إلى النقطة التي تتميز بها أراؤنا عن أراء رصفائنا العرب: أولئك مقاصدهم مقتصرة على توطيد استقلال الإسلام والهتاف به مع التأكد من عدم الحصول على هذا الاستقلال، بل مع التأكد من فقده. ونحن نود أن نراهم وطدوا أركان هذا الاستقلال بانتهاج طرق الترقي والفلاح المفتوحة أمام مستقبل الإسلام، ولكنهم يضعون الجامعة الشبيهة بالقديمة التي أسسها السيد رشيد رضا في مستوى الجامعة العصرية التي يدير شؤونها البرنس فؤاد باشا. إنهم لو أعملوا الفكر والروية لمعرفة الصعاب الحقيقية التي تعترض رسوخ الإنكليز في مصر لاتضح لهم - وهم في القاهرة - أنها ليست منوطة بالوطنية الدينية أو الوطنية