ولما حدثت حوادث سَنَةِ ١٨٦٠ في سوريا توجهت الأنظار إلى جبل لبنان، وبعد عشر سنوات انتشرت لجنة التبشير الأمريكية، في البلاد العثمانية عدا سوريا.
وعلى أثر تأسيس الكنيسة البروتستانية في الآستانة سَنَةَ ١٨٤٦، صارت الآستانة مركزًا عَامًّا آمنًا لأعمال المبشرين.
أما موقف الحكومات الإسلامية أمام إرساليات التبشير، فكان يختلف باختلاف البلاد، فالقبائل المستقلة في بلاد العرب عَدُوَّاتٌ لَدُودَاتٌ لِلْمُبَشِّرِينَ، وبلاد الفرس سائد عليها نفوذ روسيا، والسلطة الإسلامية في القطر المصري اسمية فقط. وكانت الحكومة العثمانية تبدي ضروب الاستبداد نحو المُبَشِّرِينَ على اختلاف مذاهبهم، بسبب الدور السياسي الكبير الذي يمثله نفوذ المبشرين.