للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولنسائها كياسة وظرفاً وجمالاً. ولطفاً وليناً ودلالاً. وتيهاً واختيالا. يخطرون في الطرق بالحبر كالمنشئات فيجعلن مجموع الهّم على القلب في شتات. وما أنا بأول واصف لهن إنهن خلاّبات للعقول. غلاّبات للفحول. فقد وصفهن بذلك كل ناظم وناثر. وذكر محالهن كل من حاولهن من الأكابر والأصاغر. وفي المثل السائر. تراب مصر من ذهب. وغيدها نِعم اللُعب. وإنها لمن غلب. واعجب ما يرى من احوالهن. حين يخرجن من حجالهن. ويتفلتن من عكالهن، ما إذا ركبن الحمير الفارهة العالية. واستوينا فوقها على منصة مضخمة بالغالية. فترى عرفهن قد ملأ الخياشم. وحور أعينهن يذكر الناس بحور جنات النعيم. فكل من ينظر حورية منهن يكبّر عند رؤيتها. ويستصغر الدنيا بجمال طلعتها. ومنهم من يهلل لالتفاتتها. ويسّبح عند حركتها. ومنهم من يتمنى أن يكون ممسكا بركابها. أو ماسا لجلبابها. أو حاملاً لنعالها. أو رافعا لأذيالها أو بطانة لحبرتها أو بوابا لحجرتها. أو رسولا بينها وبين عاشقها. أو تبعا لتبعها ومرافقها. أو مشاطا يسوي فرقها. أو خياطا يرقع خرقها. أو صائغا يصوغ لها سوارا. أو حدادا يصنع لها مسمارا. أو بلاَّنياً يدلك بدنها. أو هناً آخر يداني هنها. وهي من فوق تلك المنصَّة تتعزز وتتمنع. وتشفن وتتطلع. فترمي هذا بنظرة فتدميه. وذاك بغمزة فتصيبه وتسبيه. فتعطل على التجار أشغالهم. وتبلبل من ذوي البطالة بالهم. حتى كان الحمار من تحتها يعرف قدر من حمل. ويدري ما غرض من كبّر وهلّل. فهو لا ينهق ولا يسمع له شخير ولا يكرف كسائر الحمير. بل يسمد على الخيل كبرا. ويمشي الخيلاء زهوا. وفخرا. أما قائد الحمار فإنه يرى أن قائد الجيش دونه في المنزلة. وإن الناس لفي افتقار إليه فهو لابدَّ له من عائد وصلة. كيف لا وهو الموصوف بالسياسة والقيادة والفراسة. وهنا قضية نسيت أن أذكرها. فلا بد من أن أقيدها. في هذا الموضع وأحررها. وهي أن القلوب برؤية المتبرقعات أولع منها برؤية المسفرات وذلك أن العين إذا رأت وجههاً جميلاً وأن يكن رائعاً شائقاً غاية ما يمكن فإن المخيلة تستقر عليه وتسكن. فأما عند تبصر الوجه المحجوب مع اعتقاد القلب بأن صاحبه من الجنس المحبوب. ولا سيما إذا قام الدليل عليه بحلاوة العينين، وبالهدب وبزجج الحاجبيين، فإن المخيلة تطير بالأفكار عليه ولا تجد لها من أمد تنتهي إليه. فيقول الخاطر "انتهى السجع لأنه ملأ الصفحة" لعل هذا الوجه.

أثعُبانيّ الاثعبان والاثعباني الوجه الفخم فيحسن وبياض.

أو ذوانسبات يقال في وجهه انسبات أي طول وامتداد.

أو هو مصُفح المصفح من الوجوه السهل الحسن.

أو مثُعمدّ المثعمد من الوجوه الظاهر البشرة الحسن السنحة.

أو مدنَّر يقال دنَّر وجهه تدنيراً تلالا.

أو ملوّز الملَّوز من الوجوه الحسن المليح.

أو مخروط المخروط من الوجوه ما فيه طول.

أو ساجع الساجع الوجه المعتدل الحسن الخلقة.

أو عنميّ الوجه الحسن الأحمر.

أو فدغم الفدغم الوجه الممتلي الحسن.

أو ذو كلثمة الكلثمة اجتماع لحم الوجه بلا جهومة.

أو مَسنون يقال رجل مسنون الوجه مملّسة حسنه سهله.

ولعله جامع لجميع سمات الوسامة فاشتمل على خدين اسيلين اسجحين أو مكتّلين وفي كل خدّ إذا ضحكت غمزة أو هزمه أو شجرة أو عكوة أو غرمة أو فحصة أو فيهما.

علطة العلطة واللعطة سواد تخطه المرأة في وجهها زينة.

أو في كل منهما خال عمّ حسنه وعزَّ فتنه.

أو فيهما أوفي أحدهما خداد "ميسم في الخد" أو ترخ "الشرط اللين".

أو وَحْص أو عُد أو ظبظاب. الوحص بثرة تخرج في وجه الجارية المليحة والظبظاب بثر في وجوه الملاح ومثله العُد.

واشتمل أيضاً على ثغر منصب. ذي شنب ورتل وحبب. ثغر منصب مستوى النبتة والشنب ماء ورقة وبرد وعذوبة في الأسنان أو نقط بياض فيها أو حدّة الأنياب كالغرب تراها كالمنشار والرتل بياض الأسنان وكثرة مائها والحبب تنضد الأسنان وما جرى عليها من الماء كقطع القوارير.

أو على تفليج في ثنايا من الدّر. ذات أُشُر ووَشْر أُشُر الأسنان وأُشَرها التحزيز الذي فيها خلقة أو مستعملاً يقال أشرت المرأة أسنانها وأشرتها والوشر تحديد المرأة أسنانها وترقيقها.

<<  <   >  >>