القصة: - بالضم - شعر الناصية، وفشغت: أي انتشرت. ومنها أن يكون شعر ناصيتها طويلاً. قال امرؤ القيس:
وأركب في الروع خيفانة ... كسا وجهها سعف منتشر
الخيفانة: الفرس الطويلة القوائم الضامرة، ولا يقال للذكر خيفان. وقد غلط من علماء هذا الفن من غلط امرأ القيس في تشبيه ناصيتها بالطول بسعف النخلة حيث زعم أن شعر الناصية إذا غطى العين سمي غمماً والحق مع امرئ القيس ويؤيده قول عدي بن زيد:
غدا بتليل كجذع الخضا ... ب حر القذال طويل الغسن
لأن الغسن شعر الناصية، والذؤابة شعر في أعلاها، والحر من الفرس سواد في ظاهر الأذنين، ومنها أن تكون أذناها محددتين رقيقتين منتصبتين كثيرة التحريك لهما وإذا أميلت أذنها بلغت طرف عينها مما يلي الصدغ، قال ابن دريد:
يدير إعليطين في ملمومة ... إلى لموجين بألحاظ اللئا
الإعليط: وعاء ثمر المرخ - بالخاء المعجمة - شبه به أذني الفرس في الانتصاب والحدة، والملمومة: الهامة المجتمعة، كالحجر الملموم، واللموخ: العين، واللئا: البقر. وقال عتبة:
وترى أذنها كإعليط مرخ ... حدة في لطافة وانتصاب
وقال النمر بن تولب:
لها أذن حشرة مشرة ... كإعليط مرخ إذا ما صقر
وقال ابن مقبل:
يرخي العذار وإن طالت قبائله ... عن حشرة مثل سنف المرخة الصقر
الحشرة: الأذن اللطيفة المحددة. وقال حازم:
كم قد هدى هوادي الخيل إلى ... من ضل عن سبل الرشاد أو غوى
من كل سامي الطرف ما في لحظه ... من خذء ولا بأذنيه خذا
هوادي الخيل: أعناقها، وسامي الطرف: عاليه، روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا رأيتم خيل القوم رافعة رؤوسها، كثيراً صهيلها، فاعلموا أن الدائرة لهم. وإذا رأيتم خيل القوم ناكسة رؤوسها، قليلاً صهيلها، تحرك أذنابها، فاعلموا أن الدائرة عليهم"، ويكنى بسامي الطرف عن حدة نظر العين وطموحها، وهو مستحسن في الخيل.
قال أبو دؤاد:
حديد الطرف والمنكب ... والعرقوب والقلب
والخذا: استرخاء الأذن، وهو مكروه في الخيل، وهو غير مهموز. روي أن العماني دخل على الرشيد فأنشده في وصف فرس قوله:
كأن أذنيه إذا تشوّفا ... قادمةً أو قلماً محرفا
فلحن ولم يهتد منهم لإصلاحه إلاّ الرشيد، فإنه أبدل (كأن) ب (تخال) فقال:
تخال أذنيه إذا تشوفا ... قادمةً أو قلماً محرفا
وروي عن الأصمعي قال: سمعت أعرابياً يقول: خرجت علينا خيل مستطيرة النقع كأن هواديها أعلام وآذانها أطراف أقلام وفرسانها أسود آجام، فأخذ عدي هذا المعنى فقال:
يخرجن من مستطير النقع داميةً ... كأن آذانها أطراف أقلام
وقال عدي بن زيد:
له عنق مثل جذع السحوق ... وأذن مصنعة كالقلم
وقال ابن هاني:
وجاءت عتاق الخيل تردى كأنما ... تخط لها أقلام آذانها صحفا
والعرب تصف آذان الخيل بصدق السمع فتقول آذان الخيل أصدق من عينها، أي أنها إذا أحست بشيء تشوفت بآذانها وتوجست بهما فيتأهب فارسها لما عساه أن يحدث وأكثر البينات وإدلاج الليل قال الشاعر:
يصهلن للنظر البعيد كأنما ... إرنانها ببوائن الأشطان
أي أنها إذا رأت شخصاً بعيداً طمحت إليه وصهلت فكأن صهيلها في آبار بعيدة القعر لسعة جوفها. قال كثير عزة:
تشوف من صوت الصدى كلما ... تشوف جيداء المقلد مغيب
تشوف الفرس: أي نصب عنقه وجعل ينظر، وروي أن بعض العرب أمر ولده بشراء إلى شيء، وأعضاؤه حشيت شيئاً في شيء، فقال له ابنه: من ملك مثل هذا لا يبيعه. وقال أبو العلاء المعري:
كأن أذنيه أعطت قلبه خبراً ... عن السماء بما يلقى من الغير
وقال: وأثبت الناس قلباً في الظلام سرى=ولا ربيئة إلاّ مسمع الفرس الربيئة: الطليعة، أي أربط الناس جأشاً من يسري في الظلام ولا لاطليعة له ترقبه إلاّ آذان فرسه. وقال أيضاً:
وأبصرت الذوابل منه عدلاً ... فأصبح في عواملها اعتدالا
وجنح يملأ الفودين شيباً ... ولكن يجعل الصحراء خالا
أردنا أن نصيد به مهاة ... فقطعت الحبائل والحبالا
ونم بطيفها الساري جواد ... فجنبنا الزيارة والوصالا
وأيقظ بالصهيل الركب حتى ... ظننت صهيله قيلاً وقالا