للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس أعمالا، فإذا أعطيت العمالة (الأجرة) ، فكرهتها؟، فقلت: بلى، فقال عمر:

ما تريد إلى ذلك؟، قلت: إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين، قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردت الذي أردت، فكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني حتى أعطاني مرة مالا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: «خذه فتموّله وتصدّق به فما جاءك في هذا المال، وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلا فلا تتبعه نفسك» «١» .

وانطلاقا من تعيين الرواتب الكافية للولاة. وتوفير جميع الاحتياجات النفسية والمادية لهم، فقد منعهم النبي صلّى الله عليه وسلم من قبول الهدايا من أفراد الرعية واعتبر ذلك غلولا فقال: «من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا فما أخذ بعد ذلك فهو غلول» «٢» . وبعد أن ضمن لكل موظف الزوجة والخادم والمسكن والدابة قال: «فمن اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق» «٣» . وفي قصة ابن اللتيبة قال النبي صلّى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا تبعث أحدا منكم فيأخذ شيئا إلا جاء يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، فرفع يديه حتى ظهرت عفرة إبطيه» ثم قال:

«اللهم هل بلغت ثلاثا» «٤» . وبذلك ضمنت الدولة في رجال إدارتها أن يؤدوا خدماتهم بأمانة وصدق وإخلاص.


(١) أحمد، المسند (ج ١، ص ١٩٧) . ابن حجر، فتح الباري (ج ٧، ص ١٧٦- ١٨١) . أبو داود، السنن (ج ٣، ص ٣٥٣) .
(٢) أبو داود، السنن (ج ٣، ص ٣٥٣) .
(٣) م. ن (ج ٣، ص ٣٥٤) .
(٤) أحمد، المسند (ج ٥، ص ٤٢٣) . البخاري، الصحيح (ج ٣، ص ٢٠٩) ، (ج ٨، ص ١٨٢) ، (ج ٩، ص ٨٨) أبو داود، السنن (ج ٣، ص ٣٥٥) . مسلم بشرح النووي (ج ١٢، ص ٢١٨- ٢٢٢) . العفرة: بياض الإبط. انظر: ابن منظور، اللسان (ج ٤، ص ٥٨٥) .

<<  <   >  >>