للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرواة، مثل: الشعبي (ت ١٠٣ هـ) ، وقتادة (ت ١١٨ هـ) ، والزهري (ت ١٢٤ هـ) ، وابن إسحاق (ت ١٥١ هـ) ، والواقدي (ت ٢٠٧ هـ) ، وابن سعد (ت ٢٣٠ هـ) ، وعمر ابن شبة (ت ٢٦٢ هـ) ، ويمتاز الطبري بأنه استطاع أن يربط بين هذه الروايات بشكل دقيق، إلا أنه لا يرجح بين الروايات، بل إنه أحيانا يقدم الرواية الأقوى سندا قبل غيرها، ولكنه لا يتوانى عن إيراد جميع الروايات الاخرى المتناقضة، أو حتى غير المعقولة، ويترك القارئ ليواجه جميع الروايات ويتحرى بنفسه حقائق الأمور.

وكان لكتب الفقه نصيب في هذه الدراسة، وبخاصة كتاب الخراج لأبي يوسف (ت ١٨٢ هـ) «١» ، الذي أفاد البحث بشكل كبير في فصل الإدارة المالية، فذكر مقومات قيمة عن أحكام الغنائم والصدقة والجزية والخراج والعشور، ويعدّ من أقدم المصنفات التي وصلتنا في هذا الباب، وقد ظهرت بعده كتب في الدراسات المالية، تضمنت الكثير من الأمور التي تبين النظم المالية التي يغلب عليها التنظيم والأعمال الإدارية، وينفرد هذا الكتاب بأنه وضع على صورة سؤال وجواب، وكان يستدل في أحكامه بالايات القرانية، والأحاديث النبوية، وبعمل الصحابة ومن جاء بعدهم من صالحي التابعين، وكان يعتمد بروآياته عمن سبق بأسانيد متصلة أو منقطعة أو مرسلة، وقد جمع فيه مؤلفه بين الدراسة الفقهية الشرعية والوقائع التاريخية ونقد فيه بعض الانحرافات الموجودة في عصره.

وكان لكتاب شرح السير الكبير للشيباني (ت ١٨٩ هـ) «٢» دور كبير في بناء فصل «الإدارة العسكرية» حيث قدم معلومات فقهية تفصيلية في التسليح والتموين واختيار الأمير «تسلسل الإمرة» ، وواجبات الأمير وحقوقه، وفيه معلومات مفيدة عن أهمية اللواء والراية، وسير المعارك وشعاراتها وشاراتها المختلفة، وأساليب القتال وادابه، ويجمع الشيباني (ت ١٨٩ هـ) بين أسلوبي مدرسة الحديث ومدرسة الفقه، فيذكر الروايات مسندة موثقة، ثم يستخرج منها أحكاما فقهية تفصيلية.

وأفدت من كتاب الخراج ليحيى بن ادم (ت ٢٠٣ هـ) «٣» بعض المعلومات المتعلقة


(١) أبو يوسف، الخراج (ص ١٨، ٥٠، ٥١، ١٩٠، ١٩٨، ٢٠٨) .
(٢) الشيباني، كتاب شرح السير الكبير (ج ١، ص ١٥، ١٧، ١١٩، ٢١٤) .
(٣) يحيى بن ادم، الخراج (ص ٣٣، ٣٤، ٣٥، ٣٧، ٤٢، ٧٢) .

<<  <   >  >>