للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو يرى أن ابن الأشتر يطلب إليه أن يشفع له إلى ابن مضارب ليخلي سبيله، فقال إبراهيم- وتناول الرمح من يده: إن رمحك هذا لطويل، فحمل به إبراهيم على ابن مضارب، فطعنه في ثغرة نحره فصرعه، وقال لرجل من قومه: انزل عليه، فاحتز رأسه، فنزل إليه فاحتز رأسه، وتفرق أصحابه ورجعوا إلى ابن مطيع فبعث ابن مطيع ابنه راشد بن إياس مكان أبيه على الشرطة، وبعث مكان راشد بن إياس إلى الكناسة تلك الليلة سويد بن عبد الرحمن المنقري أبا القعقاع بن سويد وأقبل إبراهيم بن الأشتر إلى المختار ليلة الأربعاء، فدخل عليه فقال له إبراهيم: إنا اتعدنا للخروج للمقابله ليلة الخميس، وقد حدث أمر لا بد من الخروج الليلة، قال المختار: ما هو؟

قال: عرض لي إياس بن مضارب في الطريق ليحبسني بزعمه، فقتلته، وهذا رأسه مع أصحابي على الباب فقال المختار: فبشرك الله بخير! فهذا طير صالح، وهذا أول الفتح ان شاء الله ثم قال المختار: قم يا سعيد بن منقذ، فأشعل في الهرادي النيران ثم ارفعها للمسلمين، وقم أنت يا عبد الله بن شداد، فناد: يا منصور أمت، وقم أنت يا سفيان بن ليل، وأنت يا قدامه ابن مالك، فناد: يا لثأرات الحسين! ثم قال المختار: علي بدرعي وسلاحي، فأتي به، فأخذ يلبس سلاحه ويقول:

قد علمت بيضاء حسناء الطلل ... واضحة الخدين عجزاء الكفل

أني غداة الروع مقدام بطل.

ثم إن إبراهيم قال للمختار: إن هؤلاء الرءوس الذين وضعهم ابن مطيع في الجبابين يمنعون إخواننا أن يأتونا، ويضيقون عليهم، فلو أني خرجت بمن معي من أصحابي حتى آتي قومي، فيأتيني كل من قد بايعني من قومي، ثم سرت بهم في نواحي الكوفة، ودعوت بشعارنا، فخرج إلي من أراد الخروج إلينا، ومن قدر على إتيانك من الناس، فمن أتاك حبسته عندك إلى من

<<  <  ج: ص:  >  >>