أن أصحاب المختار مروا بدار بني أبي زرعة بن مسعود، فرموهم من فوقها، فأقبلوا حتى دخلوا الدار، فقتلوا الهبياط بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي زرعة الثقفي، وأفلتهم عبد المالك بن أبي زرعة بضربة في رأسه، فجاء يشتد حتى دخل على المختار، فأمر امرأته أم ثابت ابنة سمرة بن جندب، فداوت شجته، ثم دعاه، فقال: لا ذنب لي، أنكم رميتم القوم فأغضبتموهم وكان مُحَمَّد بن الأشعث بن قيس في قرية الأشعث إلى جنب القادسية، فبعث المختار إليه حوشبا سادن الكرسي في مائة، فقال: انطلق إليه فإنك تجده لاهيا متصيدا، أو قائما متلبدا، أو خائفا متلددا، أو كامنا متغمدا، فإن قدرت عليه فأتني برأسه فخرج حتى أتى قصره فأحاط به، وخرج منه مُحَمَّد بن الأشعث فلحق بمصعب، وأقاموا على القصر وهم يرون انه فيه، ثم دخلوا فعلموا أنه قد فاتهم، فانصرفوا إلى المختار، فبعث إلى داره فهدمها، وبنى بلبنها وطينها دار حجر بن عدي الكندي، وكان زياد بن سميه قد هدمها
[ذكر الخبر عن البيعه للمختار بالبصرة]
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة دعا المثنى بن مخربة العبدي إلى البيعة للمختار بالبصرة أهلها، فحدثني أحمد بن زهير، عن علي بن محمد، عن عبد الله بن عطية الليثي وعامر بن الأسود، أن المثنى بن مخربة العبدي كان ممن شهد عين الوردة مع سُلَيْمَان بن صرد، ثم رجع مع من رجع ممن بقي من التوابين إلى الكوفة، والمختار محبوس، فأقام حتى خرج المختار من السجن، فبايعه المثنى سرا، وقال له المختار: الحق ببلدك بالبصرة فارع الناس، وأسر أمرك، فقدم البصرة فدعا، فأجابه رجال من قومه وغيرهم فلما أخرج المختار ابن مطيع من الكوفة ومنع عمر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام من الكوفة خرج المثنى بن مخربة فاتخذ مسجدا، واجتمع إليه