للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكنى أبا محمد وكان سبب دخوله في الامان ان السلطان راسله، ووعده الاحسان ان هو دخل في الامان، وذلك انه لم يكن بقي من رؤساء القرامطة بنواحي الشام غيره، وكان من موالي بنى العليص، فر وقت الوقعه الى بعض النواحي الغامضه، فافلت ثم رغب في الدخول في الامان والطاعة خوفا على نفسه، فوافى هو ومن معه مدينه السلام، وهم نيف وستون رجلا، فاومنوا واحسن اليهم، ووصلوا بمال حمل اليهم، واخرج هو ومن معه الى رحبه مالك بن طوق مع القاسم بن سيما، واجريت لهم الأرزاق، فلما وصل القاسم بن سيما الى عمله وهم معه، أقاموا معه مده، ثم اجمعوا على الغدر بالقاسم بن سيما، وائتمروا به، ووقف على ذلك من عزمهم، فبادرهم ووضع السيف فيهم فابارهم، واسر جماعه منهم، فارتدع من بقي من بنى العليص ومواليهم، وذلوا، ولزموا ارض السماوه وناحيتها مده حتى راسلهم الخبيث زكرويه، واعلمهم ان مما اوحى اليه، ان المعروف بالشيخ وأخاه يقتلان، وان امامه الذى يوحى اليه يظهر بعدهما ويظفر.

[أخبار متفرقة]

وفي يوم الخميس لتسع خلون من جمادى الأولى زوج المكتفي ابنه محمدا ويكنى أبا احمد بابنه ابى الحسين القاسم بن عبيد الله على صداق مائه الف دينار وفي آخر جمادى الاولى من هذه السنه ورد- فيما ذكر- كتاب من ناحيه جبى، يذكر فيه ان جبى وما يليها جاءها سيل في واد من الجبل، فغرق نحوا من ثلاثين فرسخا، غرق في ذلك خلق كثير، وغرقت المواشى والغلات، وخرجت المنازل والقرى، واخرج من الغرقى الف ومائتا نفس، سوى من لم يلحق منهم وفي يوم الأحد غره رجب خلع المكتفي على محمد بن سليمان كاتب الجيش وعلى جماعه من وجوه القواد، منهم محمد بن إسحاق بن كنداجيق، وخليفه بن المبارك المعروف بابى الأغر وابنا كيغلغ، وبندقة بن كمشجور وغيرهم من القواد، وامرهم بالسمع والطاعة لمحمد بن سلمان، وخرج محمد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>