(ذكر الخبر عما كَانَ فِيهَا من الأحداث) فمن ذلك ما كان من غزو مؤنس الخادم الصائفه بلاد الروم من ثغر ملطيه في جيش كثيف، ومعه ابو الأغر السلمى وظفر بالروم، واسر اعلاجا في آخر سنه ست وتسعين ومائتين، وورد الخبر بذلك على السلطان لست خلون من المحرم.
وفيها صار الليث بن على بن الليث الصفار الى فارس في جيش، فتغلب عليها، وطرد عنها سبكرى، وذلك بعد ما ولى السلطان سبكرى بعد ما بعث سبكرى طاهر بن محمد الى السلطان أسيرا، فامر المقتدر مؤنسا الخادم بالشخوص الى فارس لحرب الليث بن على، فشخص إليها في شهر رمضان منها.
وفيها وجه أيضا المقتدر القاسم بن سيما لغزوه الصائفه ببلاد الروم في جمع كثير من الجند في شوال منها.
وفيها كانت بين مؤنس الخادم والليث بن على بن الليث وقعه هزم فيها الليث، ثم اسر وقتل من اصحابه جماعه كثيره، واستامن منهم الى مؤنس جماعه كثيره، ودخل اصحاب السلطان النوبندجان، وكان الليث قد تغلب عليها.
واقام الحج فيها للناس الفضل بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عبيد الله ابن العباس بن محمد.