للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبوة، ولا شجاع إلا له هبوة قال الحجاج: كلا والله لأرينك جهنم، قال: فأرحني فإني أجد حرها، قال: قدمه يا حرسي فاضرب عنقه فلما نظر إليه الحجاج يتشحط في دمه قال: لو كنا تركنا ابن القرية حتى نسمع من كلامه! ثم أمر به فأخرج فرمي به قال هشام: قال عوانة: حين منع الحجاج من الكلام ابن القرية، قال له ابن القرية: أما والله لو كنت أنا وأنت على السواء لسكنا جميعا، أولا لفيت منيعا

. فتح يزيد بن المهلب قلعة نيزك بباذغيس

وفي هذه السنة فتح يزيد بن المهلب قلعة نيزك بباذغيس ذكر سبب فتحه إياها:

ذكر علي بن مُحَمَّد، عن المفضل بن مُحَمَّد، قال: كان نيزك ينزل بقلعة باذغيس، فتحين يزيد غزوه، ووضع عليه العيون، فبلغه خروجه، فخالفه يزيد إليها، وبلغ نيزك فرجع، فصالحه على أن يدفع إليه ما في القلعة من الخزائن، ويرتحل عنها بعياله، فقال كعب بن معدان الأشقري:

وباذغيس التي من حل ذروتها ... عز الملوك فان شاء جار أو ظلما

منيعة لم يكدها قبله ملك ... إلا إذا واجهت جيشا له وجما

تخال نيرانها من بعد منظرها ... بعض النجوم إذا ما ليلها عتما

لما أطاف بها ضاقت صدورهمُ ... حتى أقروا له بالحكم فاحتكما

فذل ساكنها من بعد عزته ... يعطى الجزى عارفا بالذل مهتضما

وبعد ذلك أياما نعددها ... وقبلها ما كشفت الكرب والظلما

أعطاك ذاك ولي الرزق يقسمه ... بين الخلائق والمحروم من حرما

<<  <  ج: ص:  >  >>