فيها قبض على ابن الفرات، وهتكت حرمه، ونهبت دوره ودور أسبابه، فكان صاحب الشرطه مؤنس الخازن المعروف بالفحل تحت يده تسعه آلاف فارس وراجل، وإذا كثر النهب وعظم الخطب يركب، فيسكن المنتهبون عند ركوبه، ويعودون الى النهب عند نزوله ودام ذلك ثلاثة ايام بلياليها.
وتقلد بعده ابو على محمد بن عبيد بن يحيى بن خاقان الوزارة وكان ابو على يتقلد ديوان الضياع بعد وفاه ابيه في وزارة الحسن بن مخلد.
وكانت أم موسى القهرمانية تعنى بابني ابى البغل فولى أبا الحسن منهما أصبهان، وولى الآخر الصلح والمبارك.
وكان ابن الفرات قد نفى أبا الهيثم العباس بن ثوابه الى الموصل لقرابته من ابن عبدون، فاستدعاه ابن الخاقانى، وقلده مصادره بنى الفرات، فاسرف في المكروه بهم وغلب على الاحوال.
وكان في احوال الخاقانى تناقض، وكان يتقرب الى العامه، فانحدر يوما في زبزبه الى دار السلطان، فراى جماعه من الملاحين يصلون على دجلة، فصعد وصلى معهم.
وولى ابنه عرض الكتب على الخليفة، وكان مدمنا للشرب، ففسدت الأمور بذلك وكان اولاده وكتابه يرتفقون من العمال بما يولونهم به الولايات، ثم يعزلونهم إذا رأوا مطمعا فاجتمع بحلوان في خان بها سبعه عمال ولاهم في عشرين يوما ماء الكوفه وكان إذا ساله انسان حاجه قال: نعم وكرامة! ودق صدره.
وكتب الى بعض العمال: الزم وفقك الله المنهاج، واحذر عواقب الاعوجاج، واحمل ما امكن من الدجاج فحمل العامل دجاجا كثيرا، وقال: هذا دجاج وفره بركه السجع