للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، ولا قطيعة إذا كانت القطيعة في جنب الله وكتابي إلى أمير المؤمنين وقد قتل الله المخلوع، ورداه رداء نكثه، وأحصد لأمير المؤمنين أمره، وأنجز له وعده، وما ينتظر من صادق وعده حين رد به الإلفة بعد فرقتها، وجمع الأمة بعد شتاتها، وأحيا به أعلام الإسلام بعد دروسها.

ذكر الخبر عن بعض سير المخلوع محمد بْن هارون

ذكر عن حميد بْن سعيد، قَالَ: لما ملك محمد، وكاتبه المأمون، وأعطاه بيعته، طلب الخصيان وابتاعهم، وغالى بهم، وصيرهم لخلوته في ليله ونهاره، وقوام طعامه وشرابه، وأمره ونهيه، وفرض لهم فرضا سماهم الجرادية، وفرضا من الحبشان سماهم الغرابية، ورفض النساء الحرائر والإماء حتى رمى بهن، ففي ذلك يقول بعضهم:

ألا يا مزمن المثوى بطوس ... عزيبا ما يفادى بالنفوس

لقد أبقيت للخصيان بعلا ... تحمل منهم شؤم البسوس

فأما نوفل فالشأن فيه ... وفي بدر، فيا لك من جليس!

وما العصمي بشار لديه ... إذا ذكروا بذي سهم خسيس

وما حسن الصغير أخس حالا ... لديه عند مخترق الكئوس

لهم من عمره شطر وشطر ... يعاقر فيه شرب الخندريس

وما للغانيات لديه حظ ... سوى التقطيب بالوجه العبوس

إذا كان الرئيس كذا سقيما ... فكيف صلاحنا بعد الرئيس!

فلو علم المقيم بدار طوس ... لعز على المقيم بدار طوس

قَالَ حميد: ولما ملك محمد وجه إلى جميع البلدان في طلب الملهين وضمهم إليه، وأجرى لهم الأرزاق، ونافس في ابتياع فره الدواب، وأخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>