لما رأيت القصر أغلق بابه ... وتوكلت همدان بالأسباب
ورأيت أصحاب الدقيق كأنهم ... حول البيوت ثعالب الأسراب
ورأيت أبواب الأزقة حولنا ... دربت بكل هراوة وذباب
أيقنت أن خيول شيعة راشد ... لم يبق منها فيش أير ذباب
[ذكر الخبر عن امر المختار مع قتله الحسين بالكوفه]
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة وثب المختار بمن كان بالكوفة من قتلة الحسين والمشايعين على قتله، فقتل من قدر عليه منهم، وهرب من الكوفة بعضهم، فلم يقدر عليه.
ذكر الخبر عن سبب وثوبه بهم وتسمية من قتل منهم ومن هرب فلم يقدر عليه منهم:
وكان سبب ذلك- فيما ذكره هِشَام بن مُحَمَّدٍ، عن عوانة بن الحكم- ان مروان بن الحكم لما استوسقت له الشام بالطاعة، بعث جيشين أحدهما إلى الحجاز عليه حبيش بن دلجة القيني- وقد ذكرنا أمره وخبر مهلكه قبل- والآخر منهما إلى العراق عليهم عبيد الله بن زياد- وقد ذكرنا ما كان من أمره وأمر التوابين من الشيعة بعين الوردة- وكان مروان جعل لعبيد الله بن زياد إذ وجهه إلى العراق ما غلب عليه، وأمره أن ينهب الكوفة إذا هو ظفر بأهلها ثلاثا.
قال عوانة: فمر بأرض الجزيرة فاحتبس بها وبها قيس عيلان على