للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مجاورين بها خيلا معقرة ... للطير فيها وفي أجسادهم جزر

في معرك تحسب القتلى بساحته ... أعجاز نخل زفته الريح ينعقر

وفي مواطن قبل اليوم قد سلفت ... قد كان للأزد فيها الحمد والظفر

في كل يوم تلاقي الأزد مفظعة ... يشيب في ساعة من هولها الشعر

والأزد قومي خيار القوم قد علموا ... إذا قرومهمُ يوم الوغى خطروا

فيهم معاقل من عز يلاذ بها ... يوما إذا شمرت حرب لها درر

حي بأسيافهم يبغون مجدهمُ ... إن المكارم في المكروه تبتدر

لولا المهلب للجيش الذي وردوا ... أنهار كرمان بعد الله ما صدروا

إنا اعتصمنا بحبل الله إذ جحدوا ... بالمحكمات ولم نكفر كما كفروا

جاروا عن القصد والإسلام واتبعوا ... دينا يخالف ما جاءت به النذر

وقال الطفيل بن عامر بن واثلة وهو يذكر قتل عبد ربه الكبير وأصحابه، وذهاب قطري في الأرض واتباعهم إياه ومراوغته إياهم:

لقد مس منا عبد رب وجنده ... عقاب فأمسى سبيهم في المقاسم

سما لهمُ بالجيش حتى أزاحهم ... بكرمان عن مثوى من الأرض ناعم

وما قطري الكفر إلا نعامة ... طريد يدوي ليلة غير نائم

إذا فر منا هاربا كان وجهه ... طريقا سوى قصد الهدى والمعالم

فليس بمنجيه الفرار وإن جرت ... به الفلك في لج من البحر دائم

[ذكر الخبر عن هلاك قطري واصحابه]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة كانت هلكة قطري وعبيدة بن هلال وعبد رب الكبير ومن كان معهم من الأزارقة

<<  <  ج: ص:  >  >>