للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فودوا صعصعة، فقال رجل من الأبناء يمدح صعصعة:

لله در فتى تجاوز همه ... دون العراق مفاوزا وبحورا

ما زال يدأب نفسه ويكدها ... حتى تناول في خرون بحيرا

قال: وخرج عبد ربه الكبير أبو وكيع، وهو من رهط صعصعة إلى البادية، فقال لرهط بكير: قتل صعصعة بطلبه بدم صاحبكم، فودوه، فاخذ لصعصعة ديتين.

[ذكر الخبر عن خلاف ابن الاشعث على الحجاج]

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة خالف عبد الرحمن بن مُحَمَّد بن الأشعث الحجاج ومن معه من جند العراق، وأقبلوا إليه لحربه في قول أبي مخنف وروايته لذلك عن أبي المخارق الراسبي، وأما الواقدي فإنه زعم أن ذلك كان في سنة اثنتين وثمانين.

ذكر الخبر عن السبب الذي دعا عبد الرحمن بن مُحَمَّد إلى ما فعل من ذلك وما كان من صنيعه بعد خلافه الحجاج في هذه السنة:

قد ذكرنا فيما مضى قبل ما كان من عبد الرحمن بن مُحَمَّد في بلاد رتبيل، وكتابه إلى الحجاج بما كان منه هناك، وبما عرض عليه من الرأي فيما يستقبل من أيامه في سنة ثمانين، ونذكر الآن مَا كَانَ من أمره فِي سنة إحدى وثمانين في رواية أبي مخنف، عن أبي المخارق.

ذكر هشام عن أبي مخنف قال: قال أبو المخارق الراسبي: كتب الحجاج إلى عبد الرحمن بن مُحَمَّد جواب كتابه:

أما بعد، فإن كتابك أتاني، وفهمت ما ذكرت فيه، وكتابك كتاب امرئ يحب الهدنة، ويستريح إلى الموادعة، قد صانع عدوا قليلا ذليلا، قد أصابوا من المسلمين جندا كان بلاؤهم حسنا، وغناؤهم في الاسلام عظيما.

لعمرك يا بن أم عبد الرحمن، إنك حيث تكف عن ذلك العدو بجندي وحدي

<<  <  ج: ص:  >  >>