وبالله ثقه امير المؤمنين وتوفيقه، وقبلك وقبل مثلك رجاله أنت اعلم بمن مرضت طاعته منهم، ومن يعود الى صحه وصلاح، فان قنع من ترضاه منهم بأصل الجاري عليه فتمسك به واقره على جاريه، ومن رايت الاستبدال به فأمره إليك والله المستعان.
[ذكر صرف ابن مقله عن الوزارة وولايه ابن مخلد]
وفي جمادى الاولى يوم الأربعاء لاربع عشره ليله بقيت منه صرف محمد بن على ابن مقله عن الوزارة، ووكل به في الدار، وحبس فيها، واحضر محمد بن ياقوت صاحب الشرطه أبا القاسم سليمان بن الحسن بن مخلد، فوصل الى الخليفة وقلده وزارته، وخلع عليه، ومضى في الخلع التي كانت عليه الى الدار التي كان يسكنها ابن الفرات والوزراء بعده ثم نزل منها الى طيارة، ومضى الى منزله، فاقر عبيد الله الكلواذى على دواوين السواد والاهواز وفارس وكرمان، واقر كثيرا ممن كان على سائر الدواوين وقلد ابنه احمد بن سليمان ديوان المشرق، واستخلف له عليه من يتولاه له، وقلد ابنه أبا محمد ديوان الفراتيه، وقلد أبا العباس احمد بن عبيد الله الخصيبى الاشراف على اعمال فارس وكرمان، ورد التدبير اليه فكان يعزل ويولى، وقلد أبا بكر محمد بن على الماذرائى اعمال مصر، فسار سيره جميله، وعضده على بن عيسى برايه، وكان على يجلس للمظالم منذ خرج من الحبس الى وقته ذلك، ثم اتصل قعوده مده.
وفي جمادى الآخرة من هذا العام شغب الفرسان وصاروا الى دار على بن عيسى، فنهبوا اصطبله وقتلوا عبد الله بن سلامه حاجبه ٤.
ثم ان الرجاله السودان طلبوا الزيادة على ما كان رسم لهم، وشغبوا وحملوا السلاح، فسار اليهم محمد بن ياقوت ورفق بهم، ودارى امرهم فلم يقنعهم ذلك، وبقوا على حالهم، وامتدوا الى الفرسان وقاتلوهم فتقدم اليهم سعيد بن حمدان وجماعه من اصحاب ابن ياقوت، ورشقوهم بالنشاب وادخلوا الى منازلهم النار فهربوا الى النهروان وقطعوا الجسر بعد ان قتل منهم خلق كثير، ثم ساروا الى واسط، وتجمع اليهم خلق كثير من البيضان، ولحق بهم جماعه من قوادهم، وراسهم نصر الساجي، وطالبوا عمال ذلك